خطوات رائعة نحو النجاح ..
نشر بمجلة صناع الحياة – العدد الأول
أختي صانعة الحياة،
أخي صانع الحياة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنت شخص متميز تبحث عن النجاح..!!
وتسأل نفسك باستمرار عن السبيل والطريقة الموصلة لإحداث التغيير الفعال في حياتك؟
وتبحث من حولك وتنقب: كيف أكون إنسانا متميزا وناجحا؟
أقول لك .. الأمر بسيط.
لكني دعني أتفق معك أولا وأتأكد من أنك جاد في بحثك عن النجاح.
هل أنت فعلا جاد في عملك وسعيك وتبذل جهدك وطاقتك من أجل بلوغ مستوى من التميز والنجاح حددته لنفسك كهدف؟
إذا كان الجواب بنعم فواصل قراءة بقية السطور. وإذا كان بالنفي من الأفضل لك أن لا تكمل هذا المقال.
طيب اتفقنا
أعيد وأكر أنت إنسان متميز تحذوه رغبة جامحة وطموح كبير لإحداث التغيير في حياته وتحقيق التميز والنجاح.
وهذا التأكيد في البداية يركز لدينا قاعدة وناموسا إلهي أودعه الله عز وجل في هذا الكون وهو سنة التغيير، يقول الله عز وجل: إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، ولكي نغير ما بالنفس لا بد لنا من الإرادة والعزيمة والطموح لإحداث التغيير المنشود.
أيقظ العملاق داخلك!!
والإنسان المتميز حقيقة عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل، وهذا هو الذي قادك إلى قراءة هذه الأسطر .. فهنيئا لك حرصك وسعيك نحو التميز والنجاح.
يقول Anthony Robbins في كتابة الرائع أيقظ العملاق داخلك Awaken the Giant Within : تقول الإحصائيات أن أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقط الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول وهذه الحقيقة تؤكد أننا لا نحسن الاستفادة من التراث البشري، كما تؤشر على ضعف قدرتنا وحماسنا للتغيير وتحقيق النجاح، وهو الأمر الذي أرجو أن لا يكون في صفوف صناع الحياة.
أما عن الطريقة لتحقيق ذلك، فإليكم الجواب:
اقرأ هذا الموضوع وغيره من الموضوعات اللاحقة في هذه السلسلة أكثر من مرة، ولتكن معك مذكرة خاصة وقلم، واعمل على نقل كل الأفكار التي تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها، ثم اشرع في التطبيق حالا.
ويوم عن يوم وبمتابعة تطبيق الأفكار ستكون النتيجة رائعة، وأؤكد من جديد أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة.
حياتك من صنع يديك..
كن متيقنا ومتأكدا من أن قرارك بيدك وليس بيد أحد آخر، وحياتك من صنع أفكارك، وأنت المسؤول عن نوعية وجودة الحياة التي تريد أن تعيشها، وعن إحداث التغيير في حياتك، وعن التفكير بطريقة مختلفة.
أنت، أختي صانعة الحياة، أخي صانع الحياة، المسؤول عن رسم مسار رحلة طائرتك بعدما تكون قد حددت وجهتها، قد تحيد عن المسار المخطط له في بعض الأحيان، لكن عليك امتلاك القدرة والإرادة على العودة إلى المسار كلما انحرفت.
فكما الطائرة –كما يقول الخبير Stephen R.Covey- تعترضها أثناء رحلتها نحو الهدف عوامل متعددة كالمطر والتقلبات الجوية وحركة مرور الطائرات، والخطأ البشري، وهو ما يؤثر على مسار رحلتها، وقد تتحرك الطائرة في مسارات تختلف اختلافا بسيطا عن المسار الحقيقي الذي رسمته، أي أنها لا تسير في المسار المعد لها معظم الوقت.
لكن التحدي المطروح علينا هو كيف نجعل الطائرة تعود إلى مسارها كلما انتبهنا لخروجها عن الخطة المرسومة، وعلينا أن نتأكد بأن الأمل في النجاة لا يتوقف على مدى الإنحراف، بل يتوقف على الرؤية السديدة، والخطة السليمة، والقدرة على الرجوع إلى المسار الصحيح مرة أخرى.
مقومات النجاح:
الحكمة من وراء مثال الطائرة تعلمنا أن من مقومات النجاح امتلاك العناصر التالية:
- أولا: وجود رسالة في الحياة، بمعنى تحديد رؤية واضحة لوجهة الطائرة، وهو عامل مشترك بين كل الناجحين والمتميزين، والرسالة هي الغاية التي يريد الفرد تحقيقها في حياته، وهي أمر مستمر ولا ينتهي إلا بموت الفرد، لذلك يعتبر النجاح رحلة مستمرة لا تتوقف، وهو في مراحل يكون نجاح باهرا وفي أحيان يكون فشلاً أو نجاحاً باهتاً، والفرد الذي وضع رسالة لحياته والتزم بها نجده أكثر حرصاً على وقته وأكثر حرصاً على إنجاز أهدافه وترك إنجازات بارزة من بعد وفاته.
- ثانيا: التخطيط وتحديد الأهداف، أي رسم مسارات الرحلة وأهدافها، وهذا أمر بديهي، لأن من التزم برسالة يؤديها في حياته سيضع أهدافاً لتحقيق هذه الرسالة، وسيخطط ليحقق أهدافه بالتدريج، والتخطيط للحياة قد يكون عبارة عن أهداف عامة وخطط تفصيلية وقد يكون تخطيط مفصل لفترة معينة، والتخطيط يساعد الإنسان على التركيز وعدم التشتت في أعمال جانبية لا تحقق أهدافه.
- ثالثا: تنظيم الوقت أو إدارة الذات، وهو التخطيط اليومي، أي كيف سيقضي هذا الإنسان يومه؟
وتنظيم الوقت هو الذي يحدد نجاح الفرد أو فشله في النهاية، لأن اليوم الناجح الذي استفاد منه الفرد يقرب إلى النجاح ويقرب من تحقيق الأهداف وإنجاز الرسالة، واليوم الذي لم يستفد منه ولم يستغله فسيؤخره عن تحقيق أهدافه وأداء رسالته، لذلك إدارة الذات واستغلال الوقت هو الذي يحدد نجاحك وفشلك.
- رابعا: التعامل مع الآخرين، وهو فن يجب أن يتعلمه كل شخص يود أن يحقق أهدافه، فلا نجاح من غير علاقات ولا نجاح من دون التعامل مع الآخرين والتعاون معهم، وسنفصل في أهمية العلاقات وأهمية التعاون مع الآخرين في دروس مفصلة قريباً إن شاء الله.
- خامسا: التجديد والإبداع، التجديد والإبداع متلازمان، وهما أمران ضروريان لكل شخص، إذ أن الروتين اليومي الممل يمتص من طاقة وحماسة الإنسان، فلزم عليه ان يجدد حياته، يجددها من جوانبها الروحية والعقلية والنفسية والجسدية، ولهذا تجد الناجحون يحرصون على تطوير أنفسهم من خلال عدة وسائل، ويحرصون على تطوير وسائلهم لتحقيق أهدافهم.
إنها خمس مقومات وعوامل تجعل منك إنسانا ناجحا ومتميزا، والآن وبعدما قرأتها هل قررت بينك وبين نفسك أن تعمل من أجل تحقيقها.
هل عقدت العزم على أن تكون لك رؤية مستقبيلة واضحة عن أهدافك وطموحاتك؟
هل قررت العمل على وضع أهداف واقعية ملموسة ومحددة وسهلة القياس تسعى وراء تحقيقها؟
هل تسأل نفسك باستمرار ما هي إنجازاتي وآثاري التي سأتركها من بعدي؟ وما الذي أضفته على هذه البسيطة؟
تذكر أنه إذا لم تكن تعرف إلى أين تذهب، فلا يهم أي طريقة تسلك، وستتوه وسط الزحام، ولن ترسو سفينتك إلى بر الأمان، وكما يقول الشاعر:
إن لم تزد شيئا على الدنيا
كنت أنت زائدا عليها
ويقول أرسطو: إن الحياة التي لا يعاد النظر فيها باستمرار لا تستحق أن تعاش
إذن بادر أيها القارئ الكريم إلى كسر القيود لكي تبدع وتنطلق بلا حدود، اغتنم الفرصة في كل مشكلة تقابلك، فالمشاكل بالنسبة للناجحون هي فرص متحديات يجب كسب رهانها، ومحطات ضرورية للوقوف على مكامن القوة لصقلها وتنميتها، واكتشاف مواقع الضعف لإصلاحها وتجاوزها.
حقق انطلاقة قوية لحياتك، تترك آثار طيبة لنفسك، وتسعد بإنجازاتك، لا تكن كذلك الشخص عادي، الذي ولد عاديا وتربى تربية عادية ونشأ عاديا ودرس بشكل عادي، وتخرج عادي، واشتغل وظيفة عادية، وتزوج زواجا عاديا، وأنجب أبناء عاديين، ورباهم تربية عاديا، ومات عاديا، فلم يترك وراء أمر يذكر.
هدفنا من خلال هذه السلسلة في مجلة صناع الحياة، أن ننطلق نحو التميز والنجاح، أن نكون ؟أناس متميزين في كل مجال نطرقه، نصوب جيدا نحو أهدافنا، نكون فريقا منسجما قادر على رفع التحديات، نمتلك مهارات التميز والنجاح، والاتصال الباهر، والإدارة الرشيدة، ونسعى للتغيير الدائم والمستمر والتجديد والإبداع.
وكما يقول المثل: إذا لم تغير مؤخرا، فتحسس نبضك ربما تكون قد مت، ولأننا من صناع الحياة، لا نرضي لواحد منا أن ينطبق عليه هذا المثل، فجميعا معا نصنع الحياة...