ان الشخص الذي يتخذ لنفسه اصدقاء عديدين, مختلفي التفكير والميول والمواهب لايحيا حياة واحدة وإنما يحيا ألف حياة وحياة.. ويكاد يجمع الفلاسفة منذ عهد ارسطو – على ان كثرة الاصدقاء تأتي قبل كل شيء.
"ان يوماً لاتتخذ فيه صديقاً جديداً, لهو يوم ضائع من عمرك.." صموئيل جونسون.
واكتساب صداقة الناس اسهل كثيراً مما تظن, ومما يجذب قلوب الناس اليك, ان تعبر للناس بحرارة واخلاص عن تقديرك لهم كلما أدوا لك خدمة, فهذا التقدير يحطم الحواجز بينك وبينهم ويحببهم بك, ويحملهم على مواصلة خدماتهم وإخلاصهم لك..
وليست هناك طريقة تكتسب بها قلوب الناس – اثناء المقابلات العابرة – أفضل من أن تتحدث مع من تلقاه في موضوع تشتركان في معرفته, فإذا كنت تقرا نفس الصحيفة التي يقرأها أو تملك سيارة من ظراز السيارة التي يستقلها فإن ذلك يمكن ان يكون موضوعاً لحديث يمهد للصداقة بينكما, وكذلك إذا تحدثت معه عن هواية أو ميل مشترك بينكما..
وليست الصداقة مقابلات واتصالات مستمرة فحسب, ولكنها تجاوب عاطفي وفهم وثقة متبادلان.. لايتأثران ببعد المسافة بين الاصدقاء او مضي الزمن على اللقاء..
ان الشخص يبدأ في الشيخوخة عندما يعجز عن اكتساب أصدقاء جدد, لأن مداومة الاختلاط بالناس دليل على الاستعداد للتطور واستيعاب الأفكار الجديدة, والحيوية "وحب الحياة". وهذا حق, فإنك إذا اكتفيت بصلتك بأصدقائك القدامى وزملاء العمل الذين اطلعت على جميع أفكارهم وآرائهم, توقف تطورك الذهني.. وتحول بينك وبين نواحي التجدد التي تطرأ السأم والملل.