لكل منا اخطاؤه وهفواته التي يرتكبها في حق نفسة او في حق الاخرين اما التي يرتكبها في حق نفسه
فتعود مسؤوليتها عليه وفي النهاية هو يقدر حجم الخسائر المعنويه والنفسية والاضرار التي لحقت به
اكثر من غيره.
واما الاخطاء التي يرتكبها في حق غيره ( ومن منا لم يخطئ في حق غيره؟) فماذا ياترى يكون تصرفه
حيالها؟
احيانا كثيرة لا نصدق اننا كنا بتلك القسوة او الانفعال والوحشية او الظلم او سوء الظن ونعود بعدها نندم
على فعلتنا وعدم قدرتنا على التحكم في اعصابنا والفاظنا ونظل نبحث في داخلنا عن أي مبرر لنرتاح من
وخز الضمير.
وقد نبادر بالاعتذار وفي مواقف كثيرة قد تكفي كلمة اسف لحل الاشكال ولكن في بعض الاحيان لاتفي
هذه الكلمة بالمطلوب ولا بد ان يتبعها شرح او تفسير وتعليل لما حدث من سوء التفاهم الذي قد يكون
غير مقصود وهناك يصب جام غضبه على انسان برئ لالشيئ الا ان حظه العاثر وضعه في طريقه
لحظة انفعالة واخر قد يريد ان يبلغ كلامه المسموم كالسهام لشخص ما فيسدده لغيره ليسمعه رايه
او الرساله التي يود ارسالها بطريقه غير مباشره اما اسوا انواع التعامل فهو من يستخدم اسلوب
المداعبه السخيفه وهو يقصدها لتوصيل ما في قلبه من غل او حقد ويفسر كلامه بانه لم يخرج عن طور
المزاح او العتاب واه من العتاب فكم باسم ارتكبت معظم الاخطاء.
وحتى يكون للاعتذار قيمة لا بد ان يكون منطقيا ولا يبنى على مبررات واعذار واهيه ولا بطريقه فظه
وكاننا نعاتب لنجرح وليس لنداوي ونزيد بذالك الامور تعقيدا خاصة اذا كانت المجادلة امام الاخرين
وعلىالملاء كما ان انتقاء الالفاظ مهم جدا وتحمل المسؤولية اذا كنت مخطئا اهم فلا تلقي اللوم على الغير
او على سبب بعيد عن الموضوع الاصلي وحتى تستطيع ان تسترجع ثقة من امامك من جديد لا بد ان
تعترف امامه بخطئك وغلطتك وان تتعلم مستقبلا بان لا تقع في نفس المشكله.
ولو نظرنا في حياتنا عموما لوجدنا ان الجرح المؤلم وسوء التقدير او الاذيه عندما تاتي من القريب تؤلم
اضعافا مضاعفه اكثر مما تسدد من البعيد كما قال الشاعر:
ظلم ذوي القربي اشد مضاضة _____________ على المرء من وقع الحسام المهند
لانك تتوقع منهم دائما الحب والعطف والحنان ولو فكر الإنسان بالتسامح مع من اساء اليه فسيكسب
كل شيئ وسيعود النفع عليه اولا وبالاحراج والندم على من اساء اليه ثانيا خاصة لو التزم الصمت
وقمة الاخلاق لا تتجلى فقط بالصمت او التسامح مع من اخطا ولكن بالعفو عند المقدره فالاحسان
والتخلي عن رد الاساءة وعن الثار يستلزم ايمانا صادقا وقوة وهو علاج ناجح لمن امامك في تحسين
سلوكه وتقويمه بعد ذالك
وقد قال الله تعالى في محكم كتابه((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))
والاشخاص الذين يعجزون عن العفو بالتاكيد يعانون من التعاسه في حياتهم بعكس المتسامحين فهم
يشعرون بالراحه والطمانينة فاللهم لا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا.