الكل منا يسعى نحو النجاح في حياته.. ولكن لو سألنا أنفسنا
من أين يأتي النجاح؟!!
أورد الكاتب لس جبلين: تحت عنوان
"من أين يأتي النجاح والسعادة"
التالي:
أنظر حولك. هل أكثر الأشخاص نجاحاً ممن تعرفهم من الناس هم أكثرهم حظاً في العقل والتفكير، وهل هم أكثر الأشخاص مهارة ؟ وهل أسعد الناس الذين يحظون بأكثر متع الدنيا ومباهجها يفوقون في الذكاء من تعرفهم من الناس ؟
إنك لو توقفت وفكرت لمدة دقيقة فلن يخرج قولك عن أكثر الناجحين من الناس وأكثرهم استمتاعا بالحياة هم أولئك الذين يتمتعون بطريقة تمكنهم من التواصل مع الآخرين.
(مشاكل شخصيتك هي التي تشكل مشاكلك مع الآخرين)
هناك الملايين من الناس الآن ممن يتمتعون بالحياء والخجل والرهبة والقلق في المواقف الاجتماعية, كما أنهم يشعرون بالدونية, ولا يدركون أبداً أن مشكلتهم الحقيقية إنما هي مشكلة علاقات إنسانية,
بل ولا يخطر ببالهم أبداً أن فشلهم كشخصيات, إنما هو فشلهم الحقيقي في كيفية التعامل بنجاح مع الآخرين.
على أن هناك العديدين, على الأقل كما يظهر على السطح ممن يبدون على العكس تماماً من النوع الخجول المنسحب. إنهم يبدون واثقين من أنفسهم, إنهم من النوع "المترأس" الذي يسيطر على أي لقاء اجتماعي يتواجدون فيه سواء كان مكانه المنزل أو المكتب أو النادي.
إلا أنهم مع ذلك يدركون أن ثمة شيئاً ما ينقصهم ويفتقدونه, ويتساءلون عن السبب وراء عدم تقبل وتقدير رؤسائهم في العمل وحتى عائلاتهم لهم. ويتعجبون لماذا لا يتعاون الآخرون بصورة أكثر طواعية معهم,
وأنه من الضروري عليهم الاستمرار في دفعهم إلى ذلك. أكثر من ذلك أنهم يدركون, في اللحظات التي تتسم بصراحة أكبر مع أنفسهم,
إن أولئك الناس ممن يتطلعون إليهم بأكبر حماس كي يؤثروا فيهم ويلفتوا نظرهم إليهم لا يمنحونهم ذلك التقبل والقبول الذي يتوقون إلى الحصول عليه منهم. وهم قد يحاولون فرض التعاون معهم,
أو يحاولون فرض الولاء والصداقة أو يحاولون دفع الناس إلى العمل والإنتاج لهم,
إلا أن الشيء الوحيد الذي لا يستطيعون فرضه هو نفس ذلك الشيء الذي يتوقون إليه بشدة. إنهم لا يستطيعون أن يدفعوا الآخرين لكي يحبوهم, ولن يحصلوا أبداً على ما يهدفون إليه ويبغونه, ذلك لأنهم لم يتقنوا فن التعامل مع الآخرين.