من تاج المدائح
للاستاذ الدكتور: عائض القرني
أثني علي من أتدري من أبجلة؟ *** أما علمت بمـــن أهديته كلمــــي
في أشجع الناس قلبا غير منتقـــم *** واصدق الخلق طرا غير متهــــــم
أبهى من البدر في ليل التمام وقل *** أسخى من البحر بل أرسى من العلم
أصفى من الشمس في نطق وموعظة *** أمضى من السيف في حكم وفي حكم
أغر تشرق من عينيه ملحمـــــة *** من الضياء لتجلو الظُّلْـــم والظُــلَمِ
في همة عصفت كالدهر واتقـــدت *** كم مزقت من أبي جهــل ومن صنم
أتي اليتيم أبو اليتام في قــــــدر *** أنهى لأمته ما كـــــان من يُتم
محرر العقل باني المجـــــد باعثنا *** من رقدة في دثار الشــرك واللمـم
بنور هديك كحلنا محاجــــــرنا *** لما كتبنا حروفنا صغتــها بــدم
من نحن قلبك إلا نقطة غرقت *** في اليم بل دمعة خرساء في القــدم
أكاد أقتلع الآهات من حرقي *** إذا ذكرتك أو أرتاع من ندمـــي
لما مدحتك خلت النجم يحملني *** وخاطري بالســـنا كالجيش محتدم
شجعت قلبي أن يشدو بقافية *** فيك القريض كوجه الصــبح مبتسم
صه شكسبير من التهريج أسعدنا *** عن كل إلياذة ما جاء في الحــكـم
الفرس والروم واليونان إن ذكروا *** فعند ذكراه أسمــال علي قـــزم
هم نمقوا لوحة للرق هائــمة *** وأنت لوحك محفوظ من التـــــهم
أهديتنا منبر الدنيا وغار حرا *** وليلة القدر والإسراء للقـــــــمم
والحوض والكوثر الرقراق جئت به *** أنت المزمل في ثوب الهدى فقــــم
الكون يسأل والأفلاك ذاهلـة *** والجن والإنس بين الــــلاء والنعم
والدهر محتلف والجــو مبتهج *** والبدر ينشق والأيام في حـــــلم
سرب الشياطين لما جئتنا احترقت *** ونار فارس تخبو منـــك في نـدم
وصفد الظلم والأوثان قد سقطت *** وماء ساوة لمــا جئت كـــالحمم
قحطان عدنان حازوا منك عزتهم *** بــك التشرف للتأريخ لا بــــهم
عقود نصرك في بدر وفي أحد *** وعدلا فيك لا في هيئة الأمـــــم
شادوا بعلمك حمراء وقرطبــة *** لنهرك العذب هـب الجيل وهو ظمي
ومن عمامتك البيضاء قد لبست *** دمشق تاج سناها غير منثــــلم
رداء بغداد من برديك تنسجه *** أيدي رشيد ومأمون ومعتصـــم
وسدرة المنتهى أولتك بهجتها *** علي بساط من التبجيل محتـــرم
در-جبريل آيات الكتاب فلم *** ينس المعلم أو يسهو ولم يهــــم
اقرأ ودفترك الأيام خط به *** وثيقة العهد يا من بر في القســـم
قربت للعالم العلوي أنفسنــا *** مسكتنا متن حبل غير منصــــرم
نصرت بالرعب شهراً قبل موقعة *** كأن خصمك قبل الحرب في صمــم
إذا رأوا طفلا في الجو أذهلهم *** ظنوك بين بنود الجيش والحشــــم
بك استفقنا علي صبح يؤرقه *** بلال بالنغمة الحرا علي الأطــــم
إن كان أحببت بعد الله مثلك في *** بدو وحضر ومن عرب ومن عجــم
فلا اشتقي ناظري من منظر حسن *** ولا تفوه بالقول السديد فمــــــي
@@@@@@@@@@@@@@@@
توثيق الصلَة القلبية بشخصِ الرسول-صلى الله وعليه وسلم-
ومن المفيد المؤثًَر في توثيق الصلَة القلبية بشخصِ الرسول-صلى الله وعليه وسلم- والزيادة في حبًَه ، والحرص على الاقتداء به كثرةُ الاشتغال بالحديث الشريف ومذاكرته، ثم بكتب الشمائل والسيرة الموثوق بها، فَمَنْ أحبَ شيئاً أكثر ذكره، ومَن أكثر ذِكْرَ شخصٍ وتتَبع دقائق أموره ، أحبَه ،وكذلك الاطلاع على أخبار مَنْ عرفوا بالحب العميق، والشغف العظيم بشخصية الرسول -صلى الله وعليه وسلم-فالاطلاع على أحوال المحبين، وأقوالهم، وشعرهم يورث الحب، ويغذيه، وينميه إذا كان موجوداً تفيد في ذلك مطالعة كتاب((الشفا في حقوق المصطفى -صلى الله وعليه وسلم)) للقاضي عياض و(جلاء الإفهام) للعلامة ابن القيم،ولا تخلوا من الفائدة مطالعة كتب ألفت في العصر الحديث في جوانب السيرة النبوية وشرح عظمة الرسول -صلى الله وعليه وسلم-وكبير فضلة ومنته على الأمة والحنين إلى بلده ومسجدة ككتاب((الطريق إلى المدينة )) للمؤلف وإنشاد القصائد والأبيات التي تخلوا من الغلو والمبالغة ما يورط الإنسان في الشرك وما نهى عنه رسول -صلى الله وعليه وسلم- من مضاهاة النصارى في الاعتقاد في نبيهم ونبينا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وكذلك تفيد كثرة الصلاة على النبي -صلى الله وعليه وسلم- وقد جاء حث شديد ٌعلى الصلاة عليه وقد رغب في ذلك القران وقال (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب:56)
إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وقال صلى الله عليه وسلم من صلى علية صلاة صلى الله عليه بها عشرا.. رواه مسلم