بِكَ أَسْتَجيرُ
(مع الله)
الأستاذ إبراهيم بديوي
من أروع القصائد التفكرية الإيمانية قيلت قبل أكثر من ثلث قرن وحققتها شبه لجنة متطوعة خدمة للإيمان واليقين وهذا القسم الأول من القصيدة ثم يتلوه بعون الله القسم الثاني وهي كنز من الكنوز العظيمة بارك الله ورحم قائلها وأهله وذويه وكذلك قارئها وناشرها ..
بِكَ أسْتَجيرُ وَمَنْ يُجيرُ سِواكا *** فَأَجِرْ ضَعيفاً يَحتَمي بِحِماكا
إنّي ضَعيفٌ أَستَعينُ على قِوى *** ذَنْبي وَمَعْصيَتي بِبَعْضِ قِواكا
أَذْنَبْتُ يا رَبّي وآذَتْني ذُنوب *** مَالَها مِنْ غافرٍ ألاّكا
دُنْيايَ غَرَتْني وَعَفْوكَ غَرَّني *** ما حِيلَتي في هذهِ أوْ ذاكا
لَوْ أَنَّ قّلْبي شَكَّ لَمْ يَكُ مُؤْمِناً *** بِكَريمِ عَفوِكَ مَا غوى وَعَصاكا
يَا مُدرِكَ الأَبْصارَ ، والأَبْصارُ لا *** تَدْري لَهُ وَلِكُنْهِهِ إِدْراكا
أَتَراكَ عَيْنٌ وَالعُيونُ لَها مَدى *** مَا جاوَزَتْهُ ، وَلا مَدى لِمَداكا
إِنْ لَمْ تَكُنْ عَيني تَراكَ فَإِنَّني *** في كُلِّ شَيءٍ أَسْتَبينُ عُلاكا
يا مُنْبِتَ الأَزهارِ عَاطِرَةَ الشَذا *** هذا الشَذا الفَوّاحُ نَفْحُ شَذاكا
يا مُجْرِيَ الأَنْهارِ ما جَرَيانُها *** إلا انفِعالةُ قَطرةٍ لِنَداكا
رَبَّاهُ هاأَنَذا خَلَصْتُ مِنَ الهوى *** واسْتقبَلَ القَلبُ الخَليُّ هَواكا
وَتَرَكْتُ أُنْسي بِالحَياةِ وَلَهوِها *** وَلَقيتُ كُلَّ الأُنْسِ في نَجْواكا
وَنَسيتُ حُبّي وَاعْتَزَلْتُ أَحِبَّتي *** وَنَسيتُ نَفْسي خَوفَ أَنْ أَنْساكا
ذُقْتُ الهَوى مُرّاً وَلَمْ أَذُقْ الهَوى *** يا رَبُّ حُلْواً قَبْلَ أَنْ أَهواكا
أَنا كُنْتُ يا رَبّي أَسيرَ غِشاوةٍ *** رَانَتْ على قَلْبي فَشَعَّ سَنَاكا
وَاليَومُ يا رَبّي مَسَحْتُ غِشَاوَتي *** وَبَدأتُ بالقَلْبِ البَصيرُ أَراكا
يا غافرَ الذَنْبِ العَظيمِ وَقابِلاً *** لِلتَوْبِ قَلبٌ تَائبٌ نَاجاكا
أَتَرُدُهُ وَتَرُدُ صَادِقَ تَوْبَتي *** حَاشَاكَ تَرْفُضُ تَائباً حَاشَاكَ
يا رَبُّ جِئْتُكَ نَادماً أَبْكي على *** ما قَدَمتْهُ يَدايَ لا أَتَباكى
أَخْشى مِنَ العَرْضِ الرَهيبِ عَلَيْكَ يا *** رَبّي وَأخْشى مِنْكَ إِذْ أَلْقاكا