جميلة الجميلات
***
جلست أرمى همومى خلف ظهرى على هذا الجدار العتيق المتهدم بعضة . وأكاد أحس صوت شهيقى وزفيرى وتحزم الأيام عريها داخل باحة رأسى ولايشغلها سوى سواد يملىء المكان ... وأستدركت الفكر نابضاً بمعاول التهديم فوق أسوار زمانى وسوادى ... فكثيراً ماهجانى أبيض الألوان بعشقى للسواد ؛ سواد الليل الطويل بنسمة الحنين لإحروفى ورسوماتى بقلم الكربون الأسود ... فكم كانت ظلالى تحنو على خطوطى لتبرزها عالية أو تخسف بها العمق الى عمق المدى فى قاع بحيرة ساكنه إلا من قذف حجاراتى فتثور متموجة مبتعدةعن داخلها فتتسع لتشمل لحظات سكونى فتحوله الى قرقعات من الألم على زمانى أقصد سوادى الجميل ...............
جلست أفتقد مدنى وليلى الأسود الطويل يخبو وراء صياح الديك وبزوغ فجر يومى على كلمات سواد يملىء المكان .... فكل مكان يحفر بداخلى نقوش بعلامات وألوان الزمن وأحسايس متشحة بإختلاف ألوانها بين الفاتح والقاتم كالبحر دائماً يغير ألوانه وأصدافة فكثير هو مبهج يرسم أحلى اللوحات البهيجة وحتى وهو يحتضن فى أعماقة أجمل قصص العشاق غرقى ولم يفصح عنها فى ألوانة أبداً .
ولم يتحملنى زمانى كعادته ... فإنساب الجدار بنعومة وبقليل ترابه على رأسى لعلى أفيق من سكر وعذب ذكرياتى وحروفى وأعود إلى كلمات سواد يملىء المكان...
وحلو السواد فى عالم أختلف تموجات السواد بين البهى الظاهر للعيان والكالح المتشح خلف أسود السواد ... الذى يموج كالبحر يعلو البياض أمواجه ويخفى بداخلة زرقه اللون العتيم..
وأخيراً وليس بأخر .. يحلو بعينى سواد العفة والطهارة ويفوح عطرها ليملىء ذكرياتى بتلك العيون المستترة خلف قماش أسود اللون.. سواد ما يستره عنها يعود ويبوح ويصدح ويتعالى الصوت عن جميلة الجميلات ....
أبويوسف