التجارية تحاور الدكتور عاصم علي محمد الأمين:
منذ اكتشافه في عام 1981 يوجد 25 مليون شخص مصابين بالإيدز و40 مليوناً حاملين للفيروس
مرض العصر ساهم في زيادة الفقر وأطاح بكل منجزات التنمية البشرية
د. عاصم: أكثر من 81 مليون وحدة دم متبرّع به يجمع من أنحاء العالم والبلدان النامية والبلدان التي تمرّ اقتصادياتها بمرحلة انتقالية والتي يعيش فيها أكثر من %80 من سكان العالم، لا تسهم إلاّ %45 من تلك الوحدات.
الدكتور عاصم علي محمد الأمين
جريدة التجارية
وإذا كانت نتائج الجهود المبذولة لمحاربة الانتشار في العديد من الدول وخاصة الأوربية منها بدأت تأتي بثمارها، فإن جنوب القارة الإفريقية يبقى البؤرة الأكثر انتشارا للمرض بحيث يبلغ عدد الحاملين للفيروس في هذه المنطقة وحدها 25,8 مليون شخص. يضاف إلى ذلك أن مناطق لم تعرف انتشارا كبيرا للمرض مثل العالم العربي بدأت تعرف ارتفاعا لحالات الإصابة مما دفع إلى التحذير من مخاطر عدم التعجيل بانتهاج إستراتيجية وقاية وتوعية مدروسة في المنطقة إلى جانب توفير وسائل العلاج.
إذا كانت الدول الغربية التي عرفت انتهاج استراتيجيات مدروسة لتوعية جمهورها وبالأخص الفئات الأكثر عرضة لأخطار الإصابة بمرض الإيدز، قد عرفت استقراراً في نسبة الانتشار، بل عرفت بفضل توفير العلاج تراجعا أو على الأقل استقرارا في عدد وفيات مرض الإيدز، فإن كل الجهات المختصة تقرع جرس الإنذار بخصوص نقص التوعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
تحذير من العواقب الاقتصادية
وسواء تعلق الأمر بتقرير صندوق الأمم المتحدة لمحاربة انتشار مرض الإيدز أو بالتقرير الصادر عن البنك الدولي، فإن كلاهما يحذر من مخاطر عدم انتهاج البلدان العربية لإستراتيجية إعلامية وتثقيفية جادة لتوضيح طرق انتقال المرض وكيفية الوقاية منه. إذ يرى تقرير الأمم المتحدة أن واقع المنطقة العربية أظهر افتقارا كبيرا لنشر الوعي بين الجمهور بخصوص طرق انتقال الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز أو سيدا، وحول دور تجارة الجنس في عملية الانتشار، وحول مخاطر ممارسة الجنس بين الرجال.
بينما حذر البنك الدولي في تقريره الصادر بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الإيدز، دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" من المخاطر الاقتصادية لانتشار المرض في المنطقة". إذ يرى البنك الدولي "أن عدم تحرك بلدان المنطقة بشكل وقائي قد يعمل على تخفيض النمو الاقتصادي بحوالي 1,5% للفترة ما بين 2000 و2025 وهو ما يشكل فقدان حوالي 35% من الإنتاج المقدر حسب الدخل القومي الحالي".
وحتى ولو اعترف تقرير البنك الدولي بأن نسبة الانتشار في منطقة الشرق الأوسط تبقى ضعيفة مقارنة مع مناطق أخرى مثل جنوب القارة الأفريقية، فإنه "يحذر من مخاطر اهتمام دول المنطقة بجانب العلاج وتأمين سلامة بنوك الدم، دون إعطاء اهتمام لعملية التوعية والوقاية خصوصا في صفوف الفئات الأكثر عرضة للمرض.
ولمزيد من التثقيف الصحي و حفاظا على المجتمع العربي وتأمينا للأمن الغذائي الذي أصبح هاجس العالم اليوم أن لم يعلن عن أن هذا المرض اللعين قد يساعد في إنهاك الأسر المنتجة للغذاء ارتأينا أن نذهب إلى مركز حاجي حسن لنلتقي بالطبيب د. عاصم لشرح ماهية هذا المرض وبعض المعلومات المتعلقة به حتى نحمي أبنائنا وبناتنا منه فكان هذا الحديث.
ما هو مرض الإيدز؟
يقول د. عاصم أن مرض الإيدز هو مرض فيروسي سببه الفيروس المعروف باسم HIV، وهو احد الأمراض المنتقلة جنسيا، حيث يستطيع الفيروس المسبب تدمير الجهاز المناعي تدريجيا مما يؤدي لإصابة المريض بالالتهابات المتعددة والأورام. يواصل لابد أن يعي الناس أن الفرق بين فيروس الإيدز HIV ومرض الإيدز ADIS هو أن فيروس الإيدز HIV هو الفيروس الذي يسبب مرض الإيدز، ومما يجدر ذكره أن الفيروس يمكن أن يبقى سنين طويلة قبل أن تظهر أعراض المرض.
ما هي آلية مرض الإيدز؟
عند دخول الفيروس للجسم فانه يهاجم خلايا الدم البيضاء المعروفة باسم CD4، فيدخلها ويتكاثر داخلها ويهاجم خلايا أخرى غيرها ويدمرها، حتى يقل عددها عن 200 خلية (الطبيعي 800 خلية) لكل ميكروليتر من الدم، وعندها يصاب المريض بالالتهابات والسرطانات المتنوعة.
ما هي طرق العدوى بالإيدز؟
الجماع الطبيعي أو الشاذ مع مصاب دون استعمال طرق الوقاية (90% من الحالات)..
نقل الدم الملوث ومنتجاته ولكن لابد من التأكد من تعقيم الأجهزة حتى لا ينتقل الفيروس للمريض لأننا ندرك تماما أهمية عملية نقل الدم باعتبارها من العمليات التي تسهم في إنقاذ الأرواح وتحسين صحة الناس، غير أنّ ملايين المرضى الذين يحتاجونها لا يستفيدون من الدم المأمون في الوقت المناسب. ويقضي الكثير من أولئك المرضى نحبهم بسبب عدم توافر الدم المأمون، حتى في بعض المرافق الصحية الموجودة في المناطق الحضرية، ويتم كل عام جمع أكثر من 81 مليون وحدة من وحدات الدم المتبرّع به من جميع أنحاء العالم. بيد أنّ البلدان النامية والبلدان التي تمرّ اقتصادياتها بمرحلة انتقالية، حيث يعيش أكثر من 80% من سكان العالم، لا تسهم إلاّ بنسبة 45% من مجموع تلك الوحدات..
ولا يزال أفراد أسر المرضى أو المتبرّعون البدلاء، فضلاً عن المتبرّعين الذين يتلقون أجراً مقابل تبرّعاتهم، يمثّلون مصدراً هاماً لعمليات نقل الدم في كثير من البلدان. ولا يمكن ضمان مخزونات كافية من الدم المأمون إلاّ من خلال التبرّعات التي تتم بانتظام من قبل متبرّعين لا يطلبون أجراً مقابل تبرّعاتهم، ذلك أنّ نسبة انتشار أنواع العدوى المنقولة بالدم تبلغ أدنى مستوياتها لدى تلك الفئة. كما ينتقل بواسطة زرع الأعضاء من متبرع مصاب.أو المشاركة في الإبر الملوثة عند مدمني المخدرات (2 إلى 5% من الحالات)، ومن الأم المصابة إلى جنينها أو من لبنها أثناء الرضاعة بنسبة (25 إلى 50%) عند الحوامل، وهناك حالات أخرى كالوشم بالإبر الملوثة، عدم التعقيم في عيادات الأسنان، الجرح بموس ملوث عند الحلاقين، استخدام فرشاه أسنان لشخص مصاب.
هل ملامسة المريض أو العيش معه تنقل العدوى؟
إن ملامسة المريض أو العيش معه أو مشاركته في المكتب أو المنزل أو العمل أو المدرسة أو استخدام الحمامات وأحواض السباحة وكذلك مشاركته في تناول الطعام والشراب واستخدام الملابس أو الهاتف أو وسائل النقل العامة، إضافة للسعال والعطاس كل ذلك ليس سببا للعدوى وانتقال المرض.
ما هي الأعراض؟
يقول د. عاصم من أعراض هذا المرض هو ارتفاع الحرارة وتعرق ليلي يدوم لعدة أسابيع دون أسباب معروفة، وتضخم في الغدد اللمفاوية في الرقبة والمنطقة المغبنية بدون سبب واضح. بالإضافة إلى سعال جاف يستمر عدة أسابيع بدون سبب واضح. كما تظهر أعراض إسهال يستمر عدة أسابيع، التهابات فطرية وبكتيرية وجرثومية متعددة، نقص سريع بالوزن، طفح جلدي، خدر وتنميل والتهاب أعصاب في اليدين والقدمين، تدهور في الحالة الذهنية والنفسية، سرطانات متعددة وخصوصا السرطانات اللمفاوية وسرطان كابوزي وتعب عام وإرهاق شديد.
ما هي الفحوصات التشخيصية؟
يتم عادة فحص استكشافي للدم (يسمي فحص اليزا) فإذا كانت النتيجة ايجابية يتم إجراء اختبارات أخرى تأكيدية، تم يتم إجراء فحوصات أخرى لمعرفة قدرة الفيروس على التكاثر والنشاط، وهو ما يسمى بالحمل الفيروسي.
ما هي مراحل تطور المرض؟
يقول د. عاصم يمر مرض الإيدز بثلاث مراحل، تبدأ المرحلة الأولى بدخول الفيروس لجسم المريض وينتج عنها أعراض عامة شبيهه بالأنفلونزا وأحيانا لا ينجم عنها أي أعراض وفي هذه المرحلة تكون الفحوصات سليمة ويتطلب تأكيد التشخيص وقتا طويلا حتى ترتفع نسبة الأجسام المضادة بدم المريض (قد تصل إلى سنة)، ثم يدخل المرض مرحلته الثانية وعندها يصبح تحليل الدم موجبا ولكن المريض لا يشكو من أي أعراض (قد تستمر هذه المرحلة عشرة سنوات) ويعدها يدخل المريض مرحلته الثالثة وهي مرحلة الأعراض التي تم ذكرها.
ما هي طرق الوقاية؟
إن الطريق الوحيد للوقاية هو تقوى الله والابتعاد عن العلاقات المحرمة شرعا، ونظرا لعدم توفر لقاح علمي حتى الآن فان طرق الوقاية التي اعتمدتها المجتمعات تقوم على التثقيف، ونشر الوعي بطبيعة هذا المرض، والحرص على استعمال الغطاء الواقي عند الجماع، ومعالجة الأمراض المنقولة جنسيا والوقاية منها، والحرص على فحص الدم ومنتجاته قبل نقل الدم، ومحاربة المخدرات ومعالجتها، وحث السيدات حاملات الفيروس على عدم الحمل والإرضاع.
ما هو العلاج؟
ويؤكد د. عاصم بأنه لا يوجد حتى الآن علاج لمرض الإيدز، ولا تزال الأبحاث مستمرة، وقد حققت نجاحا محدودا يعتمد على استخدام مجموعة من الأدوية تهاجم الفيروس.
__________________